قلبـــــي يحدثني بأنــــــك متلــــفي
لم أقض حق هواك إن كـــــــنتُ الذي
ما لــ سوى روحي وبــــاذل نفســــه
فلئن رضـــــيت بـــها فقد أســعفتني
يا مانعي طـــــيب المنام ومانـــــحي
عطـــــــفاً على رمقي وما أبقيتَ لي
فالـــــوجد باق والوصــال مُمــــاطلي
إن لم يكـــــن وصـــل لديك فعــــد به
ولقــــــد أقـــــول لمن تحرّش بالهوى
أنت القتيـــــل بأيّ مَـــــن أحــــــببتَه
دع عنــك تعنيفـــــي وذق طعم الهوى
وإن اكتفــــــى غيري بطيـــــف خياله
لـو قــــال تيهاً قف على جـــمر الغضا
أو كان من يرضـــــى بخدي موطـــئاً
لا تنــــكروا شغفــــي بما يرضى وإن
غــــلب الهــــوى فأطعتُ أمرَ صبابتي
منــــي له ذل الخضــــوع ومنـــه لي
أَلــــــِفَ الصــــــدود ولي فؤاد لم يزل
لو أســــــمعوا يعقــــــوب ذكر ملاحة
أو لـــــو رآه عائـــــــــداً أيـــــــوب في
كل البـــــدور إذا تجــــــــلى مقبــــلاً
إن قلــــــت عندي فيكَ كل صـــــبابة
كَمُـــلَتْ محاسنُه فلو أهدى الســــنا
وعلى تفــــنن واصـــــفيه بحســـــنه
ولقد صـــــرفتُ لحُـــبِّه كلي عـــــلى
فالعيـــن تهوى صورة الحســـن التي
يا أخــــت ســـعدٍ من حبيبي جئتٍني
فســـمعتُ ما لم تسمعي ونظرتُ ما
إن زار يومــــاً يا حشـــــايَ تقطعـــي
ما للنوى ذنْبٌ ومن أهـــــوى معــــي

روحــــــي فداك عرفت أم لم تعـــرف
لم أقض فيه أسىً ومثلــي من يفي
في حــب من يهواه ليس بمســــرف
يا خـيبة المســـعى إذا لم تســــعف
ثوب الســـقام به ووجـــدي المتلـــف
من جسميَ المضنى وقلبي المدنف
والصبـــر فانٍ واللقــــــاء مُسّـــــوِّفي
أمـــلي وماطل إن وعدت ولا تفـــــي
عرّضتَ نفســــــك للبلا فاســـتهدفِ
فاخترْ لنفسك في الهوى من تصطفي
فإذا عشــــقتَ فبـــــعد ذلك عنـــــفِ
فأنا الــــــذي بوصـــاله لا أكتـــــــفي
لوقفــــــتُ ممتثلاً ولـــــــم أتــــــوقف
لوضعـــــته أرضــــــاً ولم أســــــتنكفِ
هو بالوصــال عـــليّ لــــم يتعـــــطفِ
من حـــــيث فيه عصــــيتُ أمر معنّف
عـــــــز المنــــــوع وقوة المسـتضعِفِ
مــــذ كنتُ غيـــــرَ وداده لم يــــــألفِ
في وجهه نسيَ الجمال اليوسُـــفي
سِنَة الكرى قِدماً من البلوى شُــــــفي
تصبـــــــوا إليــــه وكــــل قدٍّ أهْيَــــف
قال الملاحة لي وكل الحســـــن في
للبـدر عند تمـــــــامه لم يخسَــــــفِ
يفنـــــــى الزمانُ وفيه ما لم يوصَـــفِ
يد حسْــــنه فحَمِدتُ حُسْـنَ تصرُّفي
روحي بها تصبو إلى معنــــــىً خفي
برســـــــالةٍ أدّيتِـــــــــها بتلطّــــــــفِ
لم تنـــــظري وعــــرفتُ ما لم تعرفي
كَلَفــــاً به أو ســــار يا عيــــنُ اذرفي
إن غــــاب عن إنسان عيني فهو في