موقع المنهج الهاشمي الدرقاوي الشاذلي
 

ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا

الشيخ أبو مدين

ما لَذّةُ العيـــــــش إلا صحبةُ الفقـــرا
فاصـــــــحبْهمُ وتأدّبْ في مجالسهمْ
واستغنم الوقتَ واحضـــرْ دائماً معهمْ
ولازم الصـمت إلا إن سُـــــئلت فقــل
ولا تـــــر العـيب إلا فيــــــــك معتقداً
وحُطّ رأسك واســـتغفر بلا ســـــببٍ
وإن بدا منـك عــــيبٌ فاعترفْ وأقـــمْ
وقُلْ عُبَيــــــدُكُمُ أولى بصفحـــــــكُمُ
همْ بالتَّفَضُّـــــل أَوْلى وهْو شيمتُهمْ
وبالتّفتِّـــي على الإخـــــوان جُدْ أبداً
وراقب الشـــــيخَ في أحواله فعسى
وقدِّم الجِـــــدَّ وانهضْ عنـــــد خدمته
ففي رضــــاه رضا البـــــاري وطاعتُهُ
واعلـــمْ بأن طريقَ القـــــــوم دارسةٌ
متى أراهـــــمْ وأنّى لــــــي برؤيتهمْ
مَن لي وأنى لمثلـــــي أن يزاحمهمْ
أحــــبهمْ وأداريـــــــــهمْ وأوثـــــرهمْ
قومٌ كرامُ السّــــجايا حيثما جَلســوا
يُهْدي التصوّفُ من أخلاقـــــهم طُرَفاً
هُمْ أهلُ ودّي وأحبـــــابي الذين هُمُ
لا زال شــملي بهمْ في الله مجتمعاً
ثُمّ الصّـــــلاةُ على المخــــتارِ سيّدِنا
 
هم الســــــلاطين والسادات والأُمَرا
وخـــــلّ حظــــك مهما قــــدموك ورا
واعلم بأن الرضـــــــا يختصّ من حضرا
لا علم عندي وكن بالجهل مســـتترا
عيبـــاً بدا بيّنــــاً لكنـــــــه اســــتترا
وقــــــم على قدم الإنصـــاف معتذِرا
وجـهَ اعتذارك عمــــا فيــك منك جرى
فســــامحوا وخُـــــذوا بالرِّفق يا فُقَرا
فلا تخفْ درَكــــــاً منهــــــمْ ولا ضررا
حسّــاً ومعنـــىً وغُضّ الطرف إن عَثرا
يَـــــرى عليك من استحســــانه أثرا
عسـاه يرضــــى وحاذرْ أن تكن ضجرا
يَرْضـــــى عليك فكن من تركها حذِرا
وحــــــالُ من يدّعيها اليومَ كيف ترى
أو تســـــــمعُ الأذْنُ منّي عنهمُ خَبَرا
علـــــــى مـــــواردَ لم أُلــفِ بها كَدَرا
بمهجتــــــي وخُصوصـــــاً منهمُ نَفَرا
يبقـــــى المكانُ على آثــارهمْ عَطِرا
حُسْــــنُ التألُّــــفِ منهمْ راقني نظرا
ممــــــن يجــــرُّ ذُيـــــولَ العزِّ مُفتخرا
وذنبنــــــا فيــــــه مغفـــــوراً ومغتفَرا
خيـــــــــــرِ من أوفـــــى ومــــن نَذَرا


     أعلى الصفحة

 
ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ظ…ظ†ظ‡ط¬ ط§ظ„ظ‡ط§ط´ظ…ظٹ ط§ظ„ط¯ط±ظ‚ط§ظˆظٹ ط§ظ„ط´ط§ط°ظ„ظٹ