أيا روضةَ العشـــاقْ قـــد هَيَّجْتِ مُهْجتي
ســقتني كأسَ الهوى من طِيب الخُمَيْرةِ
سـقتني كـــــؤوسَ الــحُب محقَتْ أنِيَّتي
كل عـــــابد يهــــــــوى طــــــالبُ الآخرة
كل فقيـه عـــــــليمْ بالفـــــرض والسُّنَّةِ
أنا ســـــاقيُّ الشَّـرابْ والخمرةْ خُمَيرتي
كم من جـــــــاهل أتـــى ودخل طريقتي
اخلع نعــليك وافــــنَ إن شــئتَ مُلاقاتي
أنا عيـــنٌ للــتحقيقْ يا مـن تطلب رؤيتي
الكـــــونُ كســــــــرابٍ كمــا جا في الآية
من بحــــار الجبـــروتْ قد ظهـرَتْ نُقطتي
مُريدي لك البُشــــرى احفظْ لي وصيَّتي
مريدي كــوننْ حافــــظْ حــــدودَ الشريعة
يا خــــليلي قـــل الله وحـــده في الكثرة
أنا لخـــــلي حفيـــــظ مـــــن كــــل بلية
هــــذا اســــــمي يا لبيب قيْــدُ العبودية
وجـــدي رســـــول الله مقصودي وبغيتي

أيا حضــــــرةَ الإطـــــــلاقْ فيضْـتِ صبابتي
جلَــــوْتُ بهــا السِّـــــــوى عـن نور البَصيرة
صــــرتُ فــــرح ونطـــــــرب تــائهاً بسكرتي
وأنا كــــــــــــلَّ الســــــوى طويتُ بلمحة
وأنا علــــــمي عظــــــيمْ مــا لـــه نهاية
أنا رافــــعُ الحجـــابْ والحضـــرةْ حُضَيرتي
صار مـــــن أهــــل المعنى ملوكِ العناية
إن أردت تعــــــرفنا أنـــــا عيـــنُ الحياة
أنا منـــهجُ الطــــريقْ والكونُ في قبضتي
هبـــــاءٌ في هـــــــواءٍ عند اهْلِ الحقيقة
تلونتْ بالنّاســــــــوتْ وسِـــــــرِّ الملكوت
تأدَّبْ مع الفقـــرا لتُســـقى من خمرتي
تمسَّـــكْ بهـــــا تُفيدْ كمـــــالَ الحقيقة
لا تـــــر مـــا ســــوى الله في كـل كائنة
وفــي أبحــــر التوحـــيد أغـــرقته همتي
محمد بـــن الحـــــبيب البوزيدي نسبتي
عليه صـــــــلاة الله صــــــــاحب المعجزة