موقع المنهج الهاشمي الدرقاوي الشاذلي
 

الشيخ أبو العباس المرسي

هو الشيخ العارف شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي البلنسي.
عربي من ذرية الأنصار المهاجرين إلي الأندلس
وهو الصاحب الأول والتلميذ للشيخ العارف أبي الحسن الشاذلي.
ولد في مرسية شرقي الأندلس (616هـ). غرقت سفينة كانت تستقلها أسرته في الطريق إلي الحج أمام ساحل بونة التونسي. فمات الأبوان، ونجا ولداهما من الغرق فاستقرا في تونس. وكان الأخ الأصغر منهما أبو العباس.
وفي تونس، سمع بذكر الشيخ أبي الحسن الشاذلي. وذهب إليه فاستبشر به أبو الحسن ولازمه طول حياته أبو العباس.
سافر إلى مصر، ونزل الإسكندرية سنة 642 هـ .
كانوا يقرءون كتاب "المواقف" للنفري في دار الزكي السراج بالقاهرة، فسأل أبو الحسن: أين أبو العباس؟. فلما جاء، قال له أبو الحسن: يا بني تكلم، ولن تسكت بعدها أبدا.
ولي أبو العباس شؤون المنهج الشاذلي بعد أن استخلفه لذلك أستاذه أبو الحسن الشاذلي.
وقال أبو الحسن لأصحابه: إذا أنا مت فعليكم بأبي العباس المرسي، فإنه الخليفة من بعدي، وسيكون له مقام عظيم بينكم، وهو باب من أبواب الله تعالى.
تحدث وشرح وعلم وأفاض في التفسير وفي الفقه، وأعان الناس علي أمور دينهم ودنياهم.
لم يبدأ بإلقاء دروسه إلا عندما بلغ الأربعين من العمر، وسمح له شيخه بذلك.
بث علوم الشاذلي، ونشر أنوارها، وأبان عن أسرارها وغوامضها. وبصر أصحابه وتلامذته ومريديه بالمقال والفعال، وانتشر في البلاد أصحابه، وظهرت علومه في كل مكان.
قال أبو العباس: العارف لا دنيا له، لأن دنياه لآخرته، وآخرته لربه.
وقال: الزاهد جاء من الدنيا إلي الآخرة، والعارف جاء من الآخرة إلي الدنيا.
وقال: الزاهد غريب في الدنيا لأن الآخرة وطنه، العارف غريب في الآخرة فإنه عند الله.
وقال: معرفة الولي أصعب من معرفة الله، فإن الله معروف بكماله وجماله، ومتى تعرف مخلوقا مثلك يأكل كما تأكل ويشرب كما تشرب، وإذا أراد الله أن يعرفك بولي من أوليائه طوى عنك وجود بشريته، وأشهدك وجود خصوصيته.

وقال: الولي يكون مشحونا بالمعارف والعلوم والحقائق، حتى إذا أعطي العبارة كان ذلك كالإذن من الله في الكلام، فكلام المأذون له يخرج من فمه وعليه كسوة وطلاوة، وكلام الذي لم يؤذن له يخرج مكسوف الأنوار، حتى أن الرجلين ليتكلمان بالحقيقة الواحدة فتتقبل من أحدهما وترد علي الآخر.
وقال: ابن آدم، خلق الله الأشياء كلها من أجلك، وخلقك لأجله، فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له، فالأكوان عبيد مسخرة، وأنت عبد الحضرة.
وقال: الدخول في الجنة بالإيمان، والخلود فيها بالنية، والدرجات فيها بالأعمال. والدخول في النار بالشرك، والخلود فيها بالنية، والدركات فيها بالأعمال.
وقال: يكون الرجل بين أظهرهم فلا يلقون إليه بالا، حتى إذا مات قالوا كان فلان.. وربما دخل في طريق الرجل بعد وفاته أكثر مما دخل فيها في حياته.
وقال: يقول أحدهم: صليت كذا وكذا ركعة، وصمت كذا وكذا شهرا، وختمت كذا وكذا ختمة، فهؤلاء من أبناء العد والإحصاء، فهم إلى عد سيئاتهم أحوج منهم إلي عد حسناتهم.
وقال: الدنيا كالنار وهي قائلة للمؤمن جرياً يا مؤمن فقد أطفأ نور قناعتك لهبي.
وقال: الناس علي قسمين، قوم وصلوا بكرامة الله إلى طاعة الله، وقوم وصلوا بطاعة الله إلي كرامة الله.
وقال: الفقيه من انفقأ الحجابُ عن عيني قلبه، وإذ قد عرفت أن الدعاء إلى الله لا يزال أبدا، فاعلم أن الأنوار الظاهرة في أولياء الله إنما هي من إشراق أنوار النبوة عليهم، فمثل الحقيقة المحمدية كالشمس، وأنوار قلوب الأولياء كالأقمار، وإنما أضاء القمر لظهور نور الشمس فيه ومقابلته إياها، فإذا الشمس منيرة نهارا ومضيئة ليلا لظهور نورها في القمر، فإذا هي لا غروب لها. فقد فهمت من هذا أنه يجب دوام أنوار الأولياء لدوام ظهور نور رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم. فالأولياء آيات الله يتلوها علي عباده بإظهار إياهم واحدا بعد واحد. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق.
وحين كف بصر أستاذه أبي الحسن الشاذلي، قال لأبي العباس: يا أبا العباس. انعكس بصري علي بصيرتي فصرتُ كلي مبصرا بالله الذي لا إله إلا هو، ما أترك في زماني أفضل من أصحابي وأنت والله أفضلهم.
مات في 686 هـ عن سبعين عاما، ودفن حيث أقيم ضريحه داخل مسجده المشهور.


          أعلى الصفحة


 
ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ظ…ظ†ظ‡ط¬ ط§ظ„ظ‡ط§ط´ظ…ظٹ ط§ظ„ط¯ط±ظ‚ط§ظˆظٹ ط§ظ„ط´ط§ط°ظ„ظٹ